أكدت الحكومة الأرجنتينية في ساعة متأخرة من ليلة الخميس 13-8-2009، أنها لن تقوم بتأميم كرة القدم، بل ستسعى للتعاون من أجل مساعدة الأندية على مواجهة صعوباتها المالية، إزاء التكهنات التي دارت حول اعتزامها تولي مسؤولية البث التلفزيوني وتسويق بطولات اللعبة في البلاد.
وصرح المسؤول الحكومي أنيبال فرنانديز "ليس لدينا نية نقل الكرة إلى الدولة. هناك احتمالات كثيرة لاستغلال منتج ثمين للغاية. نود الحفاظ على عشق الكرة وضمان المشاهدة المجانية لأربعين مليون أرجنتيني، دون أن تتكلف الدولة في الوقت نفسه سنتا واحداً. الهدف النهائي هو حماية صناعة كرة القدم والدفاع عن 4200 ناد تشارك في 200 مسابقة".
وأدلى المسؤول بهذه التصريحات بعد اجتماع مع الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دي كيرشنر ورئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم خوليو غروندونا.
رغم ذلك، لم يوضح أي طرف كيفية بث مباريات الكرة الأرجنتينية، بعد قرار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم إلغاء التعاقد الذي كان يمنح إحدى الشركات الخاصة حقوق البث الحصري للمباريات حتى عام 2014.
وأوضح السكرتير التنفيذي للاتحاد خوسيه لويس ميزنر أنه تم إخطار الحكومة "بالقرار المهم الذي اتخذته اللجنة التنفيذية بالاتحاد بفسخ التعاقد مع الشركة التي كانت تقوم ببث مباريات كرة القدم وأعربت الرئيسة عن تضامن كبير".
وأضاف "عرضنا إمكانية التعاون في إرساء نظام جديد للكرة الأرجنتينية. نظام أكثر احترافية من جانب الأندية ويقدم إدارة أفضل للموارد".
وكان المتحدث باسم الاتحاد إرنستو تشيركيس بيالو قد ذكر أن اتحاد الكرة سيطلب عاجلاً أو آجلاً من الدولة "500 مليون بيزو" (نحو 130 مليون دولار) من أجل بث وتسويق كرة القدم الأرجنتينية.
من جانبه، دافع رئيس البلاد السابق نستور كيرشنر (2003-2007) وزوج الرئيسة الحالية عن "دمقرطة" كرة القدم بوضع حد "للممارسات الاحتكارية كي يتمتع جميع الأرجنتينيين بفرصة متابعة" المباريات مجاناً.
واتفق العديد من المصادر على أن الدولة قد توافق على الاضطلاع بمهمة البث التلفزيوني للكرة الأرجنتينية وستقدم للاتحاد الأرجنتيني نحو ضعف القيمة التي كانت الشركة الخاصة تمنحها لقاء بث المباريات سنوياً قبل فسخ التعاقد وبلغت 268 مليون بيزو.
ونفى كيرشنر الاتهامات التي أطلقتها الشركة الخاصة بشأن وجود اتفاق مسبق بينه وبين غروندونا للإضرار بها، حيث أكد أنه لم يجتمع على الاطلاق برئيس اتحاد اللعبة، ناسباً تلك الاتهامات "العبثية" إلى "إحدى الوسائل الإعلامية التي تحاول الإبقاء على التلاعب".
ويبدو أن الأمور تقود الآن إلى انطلاق البطولة يوم 23 من الشهر الجاري، إثر تأخرها أسبوعاً عن الموعد المقرر لذلك بعد أن طلبت نقابة لاعبي الكرة الأرجنتينيين من الأندية سداد ديون لهم وصلت قيمتها الإجمالية إلى نحو 30 مليوناً.