* قضاء رمضان :
قضاء رمضان لا يجب على الفور بل يجب وجباً موسعاً في أي وقت وكذلك الكفارة فقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقضى ما عليها من رمضان في شعبان ولم تكن تقضيه فوراً عند قدرتها على القضاء والقضاء مثل الأداء بمعنى أن من ترك أياماً يقضيها دون أن يزيد عليها. ويفارق القضاء الأداء في أنه فيه التتابع لقوله الله تعالى { أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَر } (184) سورة البقرة.
أي ومن كان مريضا أو مسافر فأفطر فليصم عدة الأيام التي أفطر فيها في أيام أخر متتابعات أو غير متتابعات فإن الله أطلق الصيام ولم يقيده وروى الدارقطنى عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قضاء رمضان : (( إن شاء فرق وإن شاء تابع )) وإن أخر القضاء حتى دخل رمضان أخر صام رمضان الحاضر ثم يقضى بعده من عليه إذا كان التأخير بسبب العذر وخالفوهم فيما إذا لم يكن له عذر في التأخير فقالوا:عليه أن يصوم رمضان الحاضر ثم يقضى ما عليه بعده ويفدى عما فاته عن كل يوم مدا من طعام وليس لهم في ذلك دليل يمكن الاحتجاج به . فالظاهر ما ذهب إليه الأحناف فإنه لا شرع إلا بنص صحيح .
* من مات وعليه صيام:
أجمع العلماء على أن من مات وعليه فوائت من الصلاة فإن وليه لا يصلى عنه هو ولا غيره وكذلك من عجز عن الصيام لا يصوم عنه أحد إثناء حياته فإن مات وعليه صيام وكان قد تمكن من صيامه قبل موته فقد اختلف الفقهاء في حكمه فذهب جمهور العلماء منهم أبو حنيفة ومالك والمشهور عن الشافعي إلى أن وليه لا يصوم عنه ويطعم عنه مدا عن كل يوم والمذهب المختار عن الشافعية : أنه يستحب لوليه أن يصوم عنه ويبرأ به الميت ولا يحتاج إلى طعام عنه والمراد بالولي القريب سواء كان عصبه أو وارثاً أو غيرهما ولو صام أجنبي عنه صح إن كان بإذن الولي وإلا فإنه لا يصح واستدلوا بما رواه احمد والشيخان عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ))
وروى أحمد وأصحاب السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما:أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله , إن أمي ماتت وعليها صيام شهر أفأقضيه عنها ؟ فقال: (( لو كان على أمك دين أكنت قاضيه ؟ )) قال: نعم قال : (( فدين الله أحق أن يقضى ))
آداب الصــيــام
يُستحب للصائم أن يُراعى في صيامه الآداب التالية :-
1- السحور :
و قد اجتمعت الأمة على استحبابه و أنه إثم على من تركة فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (( تسحروا فإن السحور بركة )) ::: رواة البخارى و مسلم :::
وعن المقدام بن معد يكرب عن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( عليكم بهذا السحور فإنة الغذاء المبارك )) ::: رواة النسائى ::: و سبب البركة : انه يقوى الصائم و ينشطه و يهون عليه الصيام .
و لكن هناك سؤال ..... بم يتحقق السحور ؟؟
يتحقق السحور بكثير الطعام و قليلة و لو بجرعة ماء فعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه (( السحور بركة فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم ماء فإن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين )) ::: رواة أحمد :::
.... ما هو وقت السحور ؟؟
وقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر والمستحب تأخيره فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال (( تسحرنا مع الرسول صلى الله عليه و سلم ثم قمنا إلى الصلاة فقلت : كم ما كان بينهما ؟ قال : خمسين آية )) ::: رواة البخارى و مسلم :::
وعن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال (( كان أصحاب النبي محمد صلى الله عليه و سلم أعجل الناس إفطاراً و أبطأهم سحوراً )) ::: رواة البيهقى بسند صحيح :::
وماذا لو كان هناك شك فى طلوع الفجر ؟؟
لو شك في طلوع الفجر فله أن يأكل و يشرب حتى يستقين طلوعه , ولا يعمل بالشك , فإن الله عز و جل جعل نهاية الأكل و الشرب التبين نفسه , لا الشك فقال عز و جل { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } (187) سورة البقرة
و قال رجل لإبن عباس رضي الله عنه : إني اتسحر فإذا شككت أمسكت فقال بن عباس: كُل ما شككت حتى لا تشك
وقال أبو داود و أبو عبد الله (( إذا شك في الفجر يأكل حتى يستيقن طلوعه )) و هذا مذهب بن عباس و عطاء و الأوزاعى و أحمد و قال النووي : اتفق أصحاب الشافعي على جواز الأكل للشاك في طلوع الفجر .
2- تعجيل الفطر :
يستحب للصائم أن يُعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس فعن سهل بن سعد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) ::: رواة البخارى و مسلم :::
وينبغي ان يكون الفطر رُطبات وتراً فإن لم يجد فعلى الماء فعن انس رضي الله عنه قال (( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يُفطر على رطبات قبل أن يُصلي فإن لم يكن فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء )) ::: رواة ابو داود و الحاكم و صححه الترمزى و حسنه :::
وعن سليمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (( إذا كان أحدكم صائماً , فليفطر على التمر فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإن الماء طهور )) ::: رواة أحمد و الترمزى ::: .
3- الدعاء عند الفطر و أثناء الصيام :
روى ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (( إن للصائم عند فطرة دعوة ما تُرد )) و كان عبد الله إذا افطر يقول (( اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ))
و ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول (( ذهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء الله ))
و روى مرسلاً أنه صلى الله عليه و سلم كان يقول (( اللهم لك صمت و على رزقك أفطرت ))
و روى الترمزى بسند صحيح انه صلى الله عليه و سلم قال (( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر و الإمام العادل و المظلوم )) .
4- الكف عما يتنافى مع الصيام :
الصيام عبادة من أفضل القربات شرعة الله تعالى ليهذب النفس و يعودها الخير فينبغي ان يتحفظ الصائم من الأعمال التي تخدش صومه حتى ينتفع بالصيام و تحصل له التقوى التي ذكرها الله عز و جل فى قولة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (183) سورة البقرة
وليس الصيام مجرد الإمساك عن الأكل و الشرب و سائر ما نهى الله عنه فعن أبى هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال (( ليس الصيام من الأكل و الشرب و إنما الصيام من اللغو و الرفث , فإن سابك أحد او جهل عليك , فقل إنى صائم )) ::: رواة بن خزيمة و ابن حبان و الحاكم :::
وعن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و رُب قائم ليس له من قيامة إلا السهر )) ::: رواة النسائي و ابن ماجة و الحاكم ::: .
5- السواك :
يستحب للصائم أن يتسوك أثناء الصوم و لا فرق بين أول النهار و آخرة و قال الترمزى ولم ير الشافعي بالسواك أول النهار وآخرة بأساً وكان النبي صلى الله عليه و سلم يتسوك و هو صائم .
6- الجود و مدارسة القرآن :
الجود و مدارسة القرآن مستحبان في كل وقت إلا أنهما أكدا في رمضان روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام و كان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة .
7- الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان :
روى البخاري و مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم (( كان إذا دخل العشر الأواخر أحيى الليل و أيقظ أهلة و شد المئزر )) و في رواية مسلم (( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرة )) .