ما هو الزمن؟
إن إدراك الوقت يختلف إلى إدراكات متعددة، تبعاً للأشخاص والظروف.. فوقت الفيزيقي ليس كوقت الشاعر، وزمن الصوفي، ليس كزمن الباحث.
ونحن هنا نبحث عن زمن التجربة، أي أنواع الزمن التي نشعر باه .. فقد تعود الكثيرون منا على أن الوقت يستعبدنا، فنحن لا نأكل إلا حينما نجوع، ولا ننام إلا حينما نشعر بالحاجة إلى النوم .. ولكن نأكل في موعد محدد مسبقاً، وننام في موعد معين، وهكذا .. ولذلك فان الزمن الذي يقاس هو الزمن الطولي، فهناك ساعة في يدنا، وفي الشارع، وفي المكتب، وفي السيارة، وفي كل مكان .. وهذا يفرض على أن أعيش في الزمن الطولي.
والواقع أننا إذا لم نهتم بالوقت، ونعطي اهتماماً له، فإننا لا يمكننا أن نكون كما نريد أبداً. وأكثر مَن اهتم بالوقت اهتماماً بالغاً هم الصوفية والمتدينون، لأنهم يعلمون علم اليقين: أن أول ما يُسأل عنه المرء بعد موته، هو عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما ضيعه .. ولذلك فهم يعيشون في حاضر مستمر.
ويرى بعض الفلاسفة: أن الساعة رمز الموت، وأننا نحمل في أيدينا ما يذكرنا بالموت، ونحن نراقب الزمن ونركز عليه، بما يجعله يسيطر علينا .. فالمراقبة الدائمة للوقت ومتابعته، تجعلنا نحن الذين في خدمة الوقت، لا أن الوقت هو الذي يخدمنا .. ولا ننسى أننا نحن أنفسنا ساعات حية، تتأثر بمشاعر داخلية ودورات نفسية.
- الإحساسات الشعورية وترتيب الحوادث زمنياً:
في صميم نظرية النسبية، نجد الإشارة إلى أنه: ليست الحوادث الخارجية هي التي تمدنا بالشعور بالأفكار، عن كيفية ترتيب الحوادث زمنياً .. ولكن الذي يمدنا بذلك هو إحساساتنا الشعورية: فأنا حينما أرى شيئاً، أراه عن طريق انتقال الضوء من الشيء إلى عيني، ولذلك فمن المستحيل أن أرى الشيء على حقيقته، وقت حدوثه، في نفس الزمن .. فالشمس أراها الآن في هذه الثانية، حينما كانت منذ عشر دقائق مثلاً، فنحن لا نرى الأشياء كما هي، ولكن نرى آثارها على حواسنا.
والنظرة الحديثة للتعرف على الحقيقة: هي أنني لا أرى الحوادث الخارجية في وقت معين، على أنها هناك في ذات الوقت .. فالشمس التي أرها ما هي إلا انعكاسات داخل عيني، وتعطيني الشعور ببعدها، فالصورة الحقيقية الحديثة للحوادث هي أنها أشبه بسجادة تجمع إحساساتي ومشاعري والزمن والمكان والضوء وكل هذه تمثل الخيوط المكونة للسجادة، التي هي الحادثة.
- تباين إحساس الإنسان بالزمان:
إن إحساس الانسان بالوقت يختلف تبعاً لسنه: فالطفل في سنته الأولى ليس لديه أي إحساس بالزمن، ويعيش في حاضر مستمر .. وبعد سنتين يبدأ الإحساس باليوم، وبعد سنتين ونصف، يبدأ إحساسه بمعنى باكر، ثم أمس، ثم الصباح والمساء وبعد أربع أو خمس سنوات، يبدأ بمعرفة اليوم .. وفي سن ستة عشر عاماً، يكون قد استكمل الشعور الكامل بالزمان.
وبالنسبة لمن يتعاطى المخدرات: يتأثر شعوره بالزمن والمغالاة فيه .. فقد يثبت أن الذي يتعاطى الماريجوانا، يزداد شعوره في تقييم الوقت، ويزيد حجم المعلومات التي يشعر بها في وقت ما .. ولذلك فان ساعة زمنية عنده، يشعر كأنها ثلاث ساعات.
وبالنسبة لمن يمارس تمارين التأمل: فإن ساعة تأمل عميق عنده، تمر كأنها خمس دقائق .. وكذلك حينما نكون مستغرقين في بحث ما بعمق، فإننا نندهش حينما نجد أن الوقت قد مرّ بسرعة، ونشعر بأن إحساسنا بالوقت اتسع، أننا غرقنا في الزمن .. أما إذا كنا نعمل في شيء نكرهه، فإن إحساسنا بالوقت يضيق، والزمن يبطئ، ونجد أن خمس دقائق تمر كأنها ساعة .. وبالرغم من أن إحساسنا بالزمن يضيق، فان إحساسنا بسير الزمن يتسع.
* كيف يمكن تعديل الإحساس بالزمن؟
من المعلوم أن علم استرجاع المؤثرات الذي يعتمد كثيراً على التخيل، في الوصول إلى تغييرات فسيولوجية موجهة، له تأثير واضح على تعديل الإحساس بالزمن .. والتأمل والاسترخاء لهما تأثيرات مماثلة وكلها تعمل على اتخاذ اجراءات فنية، توسع إحساس الشعور بالزمن، للقضاء على الألم.
إن الرسالة التي ترسلها الساعة إلى الإنسان هي: أن الزمن يمر، وأن الحياة تستهلك وتنتهي، فعليك العمل بسرعة .. ولذلك فان الشعور بالاستعجال، يعمل على إسراع بعض الوظائف الرتمية، مثل ضربات القلب، فتجعلها تدق بنغمة أسرع وكذلك التنفس، وقد يعقب ذلك زيادة ضغط الدم ـ أي ترافعه ـ وكذلك بعض الإفرازات الهرمونية .. كل هذا كتجاوب ونتيجة للقلق، أو لبعض مشاعر أخرى يحتويها القلق، كعدم الرضا أو الغضب، أو الحقد أو الغل أو الحسد، أو غيرها.
أي أن شعورنا بسرعة الوقت وإعدام الزمن ـ أي إنهاؤه ـ تؤدي بساعات جسمنا الحيوية إلى الإسراع، مما يؤدي إلى أمراض التسرع: كأمراض القلب، وضغط الدم، أو إضعاف قوة المناعة، مما يؤدي إلى فتح الباب، لاستقبال أمراض مختلفة كثيرة.
وقد أثبتت بعض التجارب بمعرفة (Cooper & Aygen) أن المرضى لو تعلموا: كيف يجلسون جلسات خاصة للتأمل، لتعديل الإحساس بالزمن، فإن ضغط الدم والكولسترول ينخفضان بنسبة 20%..
ونحن نرى: أنه كلما تعود الانسان على التأمل والصلاة والذكر، وهي كلها صور للتعرف على حقيقة الوجود والعبادة الحقة .. فإنه يمكن لذلك الانسان أن يفهم معنى الحاضر الذي لا يغيب، والحاضر الدائم، وبذلك يصبح الزمن بالنسبة للانسان شيئاً مفهوماً، وليس ظاهرة مقلقة، أو تحمل في ثناياها ما يدعو إلى القلق ويترتب على ذلك أن تظهر الحوادث (كالمرض مثلاً) أقل إزعاجاً، كما أن الحوادث التي تحمل الألم أو القلق أو الإزعاج أو الأخبار التراجيدية، والتي تعودنا أن ننزعج منها بما يؤثر على أفكارنا، تصبح تلك الحوادث أقل ألماً، ونكون نحن أكثر استعداداً لامتصاصها، وتمر علينا بتأثير أقل بكثير مما اعتدنا عليه .. كما أن الإحساس بالوقت، الذي ينطوي على الخوف من المستقبل أو الموت، يبدأ في الاختفاء.
ويجب أن نعلم، أنه من الناحية الطبية: فإن الخوف والقلق والإثارة، والخوف من الموت، كل هذه الحالات تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب وزيادة إفراز الأدرينالين، الذي يؤدي عادة إلى زيادة ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب بصورة أبر، مما يؤدي إلى عدم التوازن الكهربائي بين المخ والقلب .. ولمقابلة ذلك كله: يحتاج الأمر إلى زيادة عمل القلب، مما يستلزم إسعاف المرضى بالأو********جين.
إن إدراك الوقت يختلف إلى إدراكات متعددة، تبعاً للأشخاص والظروف.. فوقت الفيزيقي ليس كوقت الشاعر، وزمن الصوفي، ليس كزمن الباحث.
ونحن هنا نبحث عن زمن التجربة، أي أنواع الزمن التي نشعر باه .. فقد تعود الكثيرون منا على أن الوقت يستعبدنا، فنحن لا نأكل إلا حينما نجوع، ولا ننام إلا حينما نشعر بالحاجة إلى النوم .. ولكن نأكل في موعد محدد مسبقاً، وننام في موعد معين، وهكذا .. ولذلك فان الزمن الذي يقاس هو الزمن الطولي، فهناك ساعة في يدنا، وفي الشارع، وفي المكتب، وفي السيارة، وفي كل مكان .. وهذا يفرض على أن أعيش في الزمن الطولي.
والواقع أننا إذا لم نهتم بالوقت، ونعطي اهتماماً له، فإننا لا يمكننا أن نكون كما نريد أبداً. وأكثر مَن اهتم بالوقت اهتماماً بالغاً هم الصوفية والمتدينون، لأنهم يعلمون علم اليقين: أن أول ما يُسأل عنه المرء بعد موته، هو عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما ضيعه .. ولذلك فهم يعيشون في حاضر مستمر.
ويرى بعض الفلاسفة: أن الساعة رمز الموت، وأننا نحمل في أيدينا ما يذكرنا بالموت، ونحن نراقب الزمن ونركز عليه، بما يجعله يسيطر علينا .. فالمراقبة الدائمة للوقت ومتابعته، تجعلنا نحن الذين في خدمة الوقت، لا أن الوقت هو الذي يخدمنا .. ولا ننسى أننا نحن أنفسنا ساعات حية، تتأثر بمشاعر داخلية ودورات نفسية.
- الإحساسات الشعورية وترتيب الحوادث زمنياً:
في صميم نظرية النسبية، نجد الإشارة إلى أنه: ليست الحوادث الخارجية هي التي تمدنا بالشعور بالأفكار، عن كيفية ترتيب الحوادث زمنياً .. ولكن الذي يمدنا بذلك هو إحساساتنا الشعورية: فأنا حينما أرى شيئاً، أراه عن طريق انتقال الضوء من الشيء إلى عيني، ولذلك فمن المستحيل أن أرى الشيء على حقيقته، وقت حدوثه، في نفس الزمن .. فالشمس أراها الآن في هذه الثانية، حينما كانت منذ عشر دقائق مثلاً، فنحن لا نرى الأشياء كما هي، ولكن نرى آثارها على حواسنا.
والنظرة الحديثة للتعرف على الحقيقة: هي أنني لا أرى الحوادث الخارجية في وقت معين، على أنها هناك في ذات الوقت .. فالشمس التي أرها ما هي إلا انعكاسات داخل عيني، وتعطيني الشعور ببعدها، فالصورة الحقيقية الحديثة للحوادث هي أنها أشبه بسجادة تجمع إحساساتي ومشاعري والزمن والمكان والضوء وكل هذه تمثل الخيوط المكونة للسجادة، التي هي الحادثة.
- تباين إحساس الإنسان بالزمان:
إن إحساس الانسان بالوقت يختلف تبعاً لسنه: فالطفل في سنته الأولى ليس لديه أي إحساس بالزمن، ويعيش في حاضر مستمر .. وبعد سنتين يبدأ الإحساس باليوم، وبعد سنتين ونصف، يبدأ إحساسه بمعنى باكر، ثم أمس، ثم الصباح والمساء وبعد أربع أو خمس سنوات، يبدأ بمعرفة اليوم .. وفي سن ستة عشر عاماً، يكون قد استكمل الشعور الكامل بالزمان.
وبالنسبة لمن يتعاطى المخدرات: يتأثر شعوره بالزمن والمغالاة فيه .. فقد يثبت أن الذي يتعاطى الماريجوانا، يزداد شعوره في تقييم الوقت، ويزيد حجم المعلومات التي يشعر بها في وقت ما .. ولذلك فان ساعة زمنية عنده، يشعر كأنها ثلاث ساعات.
وبالنسبة لمن يمارس تمارين التأمل: فإن ساعة تأمل عميق عنده، تمر كأنها خمس دقائق .. وكذلك حينما نكون مستغرقين في بحث ما بعمق، فإننا نندهش حينما نجد أن الوقت قد مرّ بسرعة، ونشعر بأن إحساسنا بالوقت اتسع، أننا غرقنا في الزمن .. أما إذا كنا نعمل في شيء نكرهه، فإن إحساسنا بالوقت يضيق، والزمن يبطئ، ونجد أن خمس دقائق تمر كأنها ساعة .. وبالرغم من أن إحساسنا بالزمن يضيق، فان إحساسنا بسير الزمن يتسع.
* كيف يمكن تعديل الإحساس بالزمن؟
من المعلوم أن علم استرجاع المؤثرات الذي يعتمد كثيراً على التخيل، في الوصول إلى تغييرات فسيولوجية موجهة، له تأثير واضح على تعديل الإحساس بالزمن .. والتأمل والاسترخاء لهما تأثيرات مماثلة وكلها تعمل على اتخاذ اجراءات فنية، توسع إحساس الشعور بالزمن، للقضاء على الألم.
إن الرسالة التي ترسلها الساعة إلى الإنسان هي: أن الزمن يمر، وأن الحياة تستهلك وتنتهي، فعليك العمل بسرعة .. ولذلك فان الشعور بالاستعجال، يعمل على إسراع بعض الوظائف الرتمية، مثل ضربات القلب، فتجعلها تدق بنغمة أسرع وكذلك التنفس، وقد يعقب ذلك زيادة ضغط الدم ـ أي ترافعه ـ وكذلك بعض الإفرازات الهرمونية .. كل هذا كتجاوب ونتيجة للقلق، أو لبعض مشاعر أخرى يحتويها القلق، كعدم الرضا أو الغضب، أو الحقد أو الغل أو الحسد، أو غيرها.
أي أن شعورنا بسرعة الوقت وإعدام الزمن ـ أي إنهاؤه ـ تؤدي بساعات جسمنا الحيوية إلى الإسراع، مما يؤدي إلى أمراض التسرع: كأمراض القلب، وضغط الدم، أو إضعاف قوة المناعة، مما يؤدي إلى فتح الباب، لاستقبال أمراض مختلفة كثيرة.
وقد أثبتت بعض التجارب بمعرفة (Cooper & Aygen) أن المرضى لو تعلموا: كيف يجلسون جلسات خاصة للتأمل، لتعديل الإحساس بالزمن، فإن ضغط الدم والكولسترول ينخفضان بنسبة 20%..
ونحن نرى: أنه كلما تعود الانسان على التأمل والصلاة والذكر، وهي كلها صور للتعرف على حقيقة الوجود والعبادة الحقة .. فإنه يمكن لذلك الانسان أن يفهم معنى الحاضر الذي لا يغيب، والحاضر الدائم، وبذلك يصبح الزمن بالنسبة للانسان شيئاً مفهوماً، وليس ظاهرة مقلقة، أو تحمل في ثناياها ما يدعو إلى القلق ويترتب على ذلك أن تظهر الحوادث (كالمرض مثلاً) أقل إزعاجاً، كما أن الحوادث التي تحمل الألم أو القلق أو الإزعاج أو الأخبار التراجيدية، والتي تعودنا أن ننزعج منها بما يؤثر على أفكارنا، تصبح تلك الحوادث أقل ألماً، ونكون نحن أكثر استعداداً لامتصاصها، وتمر علينا بتأثير أقل بكثير مما اعتدنا عليه .. كما أن الإحساس بالوقت، الذي ينطوي على الخوف من المستقبل أو الموت، يبدأ في الاختفاء.
ويجب أن نعلم، أنه من الناحية الطبية: فإن الخوف والقلق والإثارة، والخوف من الموت، كل هذه الحالات تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب وزيادة إفراز الأدرينالين، الذي يؤدي عادة إلى زيادة ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب بصورة أبر، مما يؤدي إلى عدم التوازن الكهربائي بين المخ والقلب .. ولمقابلة ذلك كله: يحتاج الأمر إلى زيادة عمل القلب، مما يستلزم إسعاف المرضى بالأو********جين.